إن موضوع العدل بين الزوجات يعتبر موضوع بالغ الأهمية في الشريعة الإسلامية ، لأن الشريعة تنظر للأسرة على أنها نواة رئيسية من أجل تكوين مجتمع إسلامي فاضل ، وأن الحياة الإسلامية قائمة على أداء الحقوق والتزام الواجبات ، ومن هنا قد أباح الدين الإسلامي للرجل المسلم أن يتزوج مثنى ، وثلاث ، ورباع ، ولكن شريطة تحقيق العدالة في التعامل مع الزوجات ، والعدالة المطلوبة تكون بالتعامل والمسلك والقسمة المادية ، وذلك خلافاً للقسمة القلبية : وهذا لأن القلوب بيد الله عز وجل ، وقد يميل الرجل لإحدى زوجاته دون الأخرى نتيجة المحبة القلبية ، لهذا الأمر لا يؤاخذ الرجل بقسمة المحبة بين زوجاته.
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة لكل المسلمين في العدل بين الزوجات ، إلا أن قلبه كان يميل لأم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها أكثر من غيرها من زوجاته ، وقد استأذن النبي صلى الله عليه وسلم عندما مرض مرضه الأخير الذي توفي على إثره ، أن يمرض ببيت عائشة رضوان الله عليها ، فأذن له ، فبقي عندها حتى توفاه الله عز وجل ، ودفن بحجرتها ، ويتساءل الكثير من الناس عن كيفية العدل بين الزوجات ، واليوم سوف نسلط الضوء على هذا الأمر ، فتابعوا معنا.
تعريف العدل:
- العدل في اللغة : مشتق من أصول ثلاث وهم : (الواو ، والعين ، والدال) ومعناه الحكم بالاستواء ، وهو عكس الجور ، فيقال : يعدل بين الرعية ، والمشرك يعدل بربه ، بمعنى يسويه بغيره.
- العدل بين الزوجات : ومعناه أن يعدل الزوج بين زوجاته ، ويسوي بينهن بالواجب عليه شرعاً من الكسوة ، والنفقة ، والمبيت ، وغيره مما يقتضيه العرف بين الناس.
للمزيد يمكنك قراءة : دعاء لزوجي في العيد
كيفية العدل بين الزوجات:
- المساواة بالنفقة : فهذا شيء بإمكان الزوج أن يتحكم به ، فلا يجوز له أن يخصص لزوجة نفقة مئتي دينار في الشهر على سبيل المثال ، ويخصص لزوجة أخرى مئة دينار فقط.
- المساواة بالمبيت : فلا يجوز للزوج أن يبيت عند إحداهن شهر كامل ، ثم يتذكر الأخرى بأسبوع فقط.
- المساواة بالإيواء : فلا يجوز للرجل أن يسكن إحدى زوجاته قصر ، والأخرى يسكنها خيمة ، ولا يجوز له أن يجهز بيت إحدى زوجاته بكماليات مثل : أدوات رياضية ، أو أجهزة تكييف ، وميكرويف ، وغيره ، وعلى الجانب الآخر يحرم زوجته الأخرى من ذلك.
- المساواة بالكسوة : والمقصود من هذا الأمر سد حاجة زوجاته من ملابس الصيف والشتاء ، وما زاد عن هذا فهو أمر لا حساب عليه ، فلو شاء أعطى ولو شاء منع ، فهو ليس ملزم أن يأتي بالأشياء المتشابهة ، طالما وقد أعطى كلاً من زوجاته حقها.
- لا يؤاخذ الله الشخص بما لا يملك : مثل الحب والميل القلبي ، والوطء ، ولكن بشرط ألا يتعمد هذا بحجة أنه لا يملك ، فالله تعالى يعلم ما يخفي في صدره ، وإن كذب على زوجاته ونفسه فلن يتمكن من الكذب على الله تعالى ، فالوطء واجب بقدر حاجة الزوجة.
للمزيد يمكنك قراءة : اذكار العين والحسد والحفظ
فوائد تعدد الزوجات:
- إن لتعدد الزوجات فوائد كثيرة منها تقليل أعداد العوانس ممن فاتهن القطار.
- ومن فوائد تعدد الزوجات أيضاً تقليل أعداد المطلقات ، بالإضافة لحمايتهن من نظرة المجتمع أولاً ومن الحاجة والعازة ثانياً.
- ومن فوائد تعدد الزوجات أيضاً تقليل أعداد الأرامل ، وهذا الأمر يدخل فيه ثواب كفالة يتيم إذا وجد أطفال.
- ثواب كبير في الدنيا وفي الآخرة ، وبالخصوص لو التزم الزوج طاعة الله سبحانه وتعالى وجعل مخافته جل وعلا نصب عينيه ، وعدل بين زوجاته.
حكم العدل بين الزوجات:
- إن حكم العدل بين الزوجات في الإسلام واجب وفرض على الزوج ، وتوعد الله عز وجل من لا يعدل بين زوجاته بوعيد شديد ، وذلك استناداً لما رواه أبي هريرة رضي الله تعالى عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله : (من كانت له امرأتان ، يميل مع إحداهما على الأخرى ، جاء يوم القيامة وأحد شفته ساقط) ، وهذا الحديث الشريف دليل قطعي على حرمة الميل لزوجة على حساب زوجة أخرى.
للمزيد يمكنك قراءة : بوستات زوجة مفروسة من زوجها