إن صلاة الوتر تعد خاتمة الصلوات ، فتقام فرضها وسنتها بعد تمام صلاة العشاء ، ويجوز للعبد المسلم أن ينتقل قبل أن يوتر ، فلو أوتر فقد ختم صلاته وعندها يفضل ألا ينشغل بصلاة بعدها ، وصلاة الوتر تنقسم لصلاة شفع : وهي الركعات الزوجية من الوتر ، وصلاة وتر : وهي ما تختتم به صلاة الوتر من ركعات فردية ، وقد سئل النبي محمد صلوات الله وسلامه عليه عن الشفع والوتر ، فقال : (هي الصلاة بعضها شفع ، وبعضها وتر) أما بالنسبة لمشروعيتها فهي ثابتة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، فقد أمر صحابته الكرام بها ، وقد التزم با النبي ولم يتركها لا في سفر ولا في حضر.
وصلاة الوتر منقسمة لقسمين ، حيث أن الشفع والوتر ليستا صلاتين ، بل صلاة واحدة ، وقد أتت التسمية للتفريق بين أول الصلاة وبين آخرها فقط ، فالمسمى ما هو إلا إشارة ودلالة على حالة الصلاة وعلى عدد ركعاتها ، وفيما يلي سوف نسلط الضوء أكثر على تعريف الشفع ، والوتر ، وعدد ركعاتهما ، وكيفية أدائهما ، فتابعوا معنا.
معنى الشفع:
- الشفع هو الضم ، ومنه الشفع بالصلاة ، وهو ضم ركعة لركعة أخرى ، ويأتي أيضاً بمعنى الزوج الذي يكون ضد الفرد ، وشفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم للمذنب ، لأنها تضمهم للصالحين ، وقد سميت الشفعة بالعقار بهذا لأنها ضم ملك البائع لملك الشفيع ، وصلاة الشفع هي عكس صلاة الوتر ، لأن الوتر صلاة تتكون من ركعات فردية واحدة ، أو ثلاثة ، أو خمسة ، أو أكثر من ذلك ، أما الشفع فهي صلاة مكونة من عدد ركعات زوجي مثل : ركعتين ، أو أربع ركعات ، أو ست ركعات ، أو أكثر من ذلك.
للمزيد يمكنك قراءة : معنى الصلاة الوسطى
معنى صلاة الوتر:
- الوتر في اللغة : من وتر ، والوتر ، الفرد ، وتنطق وتر ووتر بالفتح والكسر ، ومنها أتى قولهم : إذا استجمرت فأوتر : بمعنى ليكن عدد الجمرات (أي الحصوات) وتر أو فردي ، وأتت تسمية صلاة الوتر من هذا الباب لأنها ركعة أو ثلاثة ركعات ، فعددها فردي ، ويأتي الورد بمعنى نقص ، فيقال وترته بمعنى نقصته ، وقيل بأن معناه أصابه ما يصيب الموتور ، وتأتي أيضاً بمعنى يظلمك ، فيقال وتره لو ظلمه.
- الوتر في الاصطلاح : هي صلاة مخصوصة بأوقات مخصوصة ، يختم بها صلاة الليل ، سواءً كان بأول الليل ، أو في وسطه ، أو في آخره ، وعدد ركعاتها تكون فردية ، لهذا سميت وتراً.
للمزيد يمكنك قراءة : تعلم كيفية الصلاة الصحيحة
عدد ركعات الشفع والوتر وكيفية أدائها:
- إن صلاة الوتر مثل غيرها من الصلوات ، لكنها تختلف لأنها تنتهي بركعات فردية ، فتصلى بركعة واحدة أو ثلاث ركعات ، أو خمس ركعات ، أو سبع ركعات ، أو إحدى عشر ركعة ، أو ثلاث عشر ركعة ، ولهذا السبب هناك تمييز بين الشفع والوتر ، أو بين الصلاة الزوجية والصلاة الفردين ، فالشفع هو ما كان من ركعات الوتر زوجي ، والوتر ما تنتهي به صلاة الوتر من ركعات فردية ويعطيها صفة الوترية.
حكم صلاة الوتر:
لقد اختلف العلماء في حكم صلاة الوتر ، فبعض العلماء قال أنها واجبة ، والبعض الآخر قال أنها سنة ، ومنهم من قال بغير هذا ، وسنذكر أقوالهم فيما يلي :
- قال الإمام أبو حنيفة وصاحبه زفر رحمهما الله إلى وجوب صلاة الوتر ، وقد استدلوا في هذا بقول النبي صلى الله عليه وسلم : (إن الله تعالى زادكم صلاة وهي الوتر ، فصلوها فيما بين صلاة العشاء إلى صلاة الصبح).
- وقد ذهب جمهور الأئمة من المالكية والشافعية والأوزاعي وسفيان الثوري وصاحبا أبي حنيفة (محمد وأبو يوسف) فقالوا أن صلاة الوتر سنة ، وليست واجبة ولا فرض ، واستدلوا بما رواه ابن عباس عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال : (ثلاث هن علي فرائض ولكم تطوع : النحر ، والوتر ، وركعتا الضحى ، لفظ أحمد ، وفي رواية للدارقطني : وركعتا الفجر بدل وركعتا الضحى) ، كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (الوتر حق مسنون ، وليس بواجب).
للمزيد يمكنك قراءة : تسوية الصفوف في الصلاة