محتوي الموضوع
في مراحل الطفولة المبكرة ، وعند حدوث خلاف بيننا في اللعب ، كان يحدث نوع من أنواع الخصام بيننا ونحن أطفال ، ثم ما نلبث أن نعود ونرجع ونصالح بعضنا البعض ، ونتعاهد على ألا يحدث خلاف جديد بالمستقبل لأي سبب كان ، وهذا كان المعنى البسيط والبدائي الفطري للميثاق المرادف للقسم والعهد ، كعقد اتفاق على عدم حدوث أي خلاف بين الصغار كما ذكرنا من أجل أن تستمر الصداقة دائماً ، هذا يعد التعريف المبسط لكلمة ميثاق ، والذي جاء بالفطرة ، من أجل أن نتعلم فيما بعد عقد معاهدات واتفاقيات ومواثيق على نطاق الدولة والعالم بأسره.
أما بالنسبة لكلمة ميثاق في اللسان العربي ، فآتية من الفعل الثلاثي وثق وثقة ، والثقة التي المولدة من الإلتزام ، فتأتي قبل القانون والدستور ، ومن دونها يصبح أي دستور حبر على ورق وعلى سبيل المثال الميثاق الوطني هو ما يحدد شروط الإنتساب للمجتمع ، أو للعمل السياسي وذلك بغض النظر عن تباين الآراء ، وبدون وجود دستور يعطي شرعية أو ينزعها ، بمعنى أن بنود الميثاق ملزمة للجميع للرأي وللرأي الآخر ، والإلتزام بها طوعياً وليس قسرياً وذلك بحكم القانون أو الدستور ، وهو ركن أساسي من أركان البلاد ، حيث لا تقوم أي دولة بدونه ولا تزدهر.
والميثاق هو قانون أخلاقي وإنساني عام ، يخضع له ويدخل فيه كل الآراء ، فهو رباط طوعي قائم على ثقة وقبول بين جميع الأطراف ، وهذا تعريف للمقدمة التي ذكرناها بشأن المعاهدة بين الأطفال الصغار على عدم تجدد الخلافات والمشاكل بينهم.
أما الميثاق على نطاق أكبر فهو اصطلاح يتم اطلاقه على الاتفاقات الدولية ، والتي يراد إضفاء الجلال على موضوعها ، ويتم انشائها من أجل منظمات إقليمية أو دولية ، واليوم سوف نتعرف أكثر على معنى الميثاق وميثاق الشرف وميثاق الشرف الأكاديمي وغيرها من المواثيق ، فتابعوا معنا.
معنى الميثاق:
- هي إتفاقية ملزمة بين الدول ، تعني الاتفاقية والمعادة ، مثل الميثاق الدولي للحقوق المدينة والسياسية ، وأيضاً الميثاق الخاص بالحقوق الاجتماعية والحضارية ، وكلا الميثاقان أقرا في العام 1966م.
للمزيد يمكنك قراءة : المواطنة ما بين حقوق المواطن وواجباته
الميثاق الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية:
- وهذا الميثاق تم إقراره في العام 1976م ، ويعد أحد أركان اللائحة الدولية لحقوق الإنسان ، وهو ينص على أن للناس جميعاً مجموعة واسعة من الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
الميثاق الدولي للحقوق المدنية والسياسية:
- وهذا القانون تم إقراره في العام 1966م ، وينص على أن لكافة الأشخاص مجموعة واسعة من الحقوق المدنية والسياسية ، وهذا القانون قد دخل حيز التنفيذ في العام 1996م.
ميثاق الشرف:
- وهو مجموعة من المبادئ والقوانين ، التي تحكم مجتمع ما ، استناداً إلى ما يميز الخلق بالمجتمع من أفكار وقوانين ، واستعمال هذا القانون معتمد على الاعتقاد بالوثوق بالأفراد بمجتمع معين للتصرف بشرف ، وبالنسبة لمن يتجاوز هذا العرض يعرض نفسه لعقوبات كثيرة.
للمزيد يمكنك قراءة : حقوق الانسان في الاسلام
ميثاق الشرف الأكاديمي:
- وقد تم تأسيس أول نظام شرف معتمد على مراقبة الطلاب لأنفسهم في العام 1779م ، في The College Of William بالولايات المتحدة الأمريكية ، وذلك بتوصية من محافظ ولاية فرجينا في هذا التوقيت وهو (توماس جيفرسون) وهذا الرجل قد تخرج من الجامعة نفسها بتفوق ، وقد اقترح نظام شرف مماثل لجامعة فرجينيا ، والنظام هذا يعتمد على قوانين صارمة تحد من سلوك الطلاب ، والذي أصبح بعدها يعتمد على الرقابة الذاتية للطالب ، إلا أن جيفرسون لم يعيش كي يرى النظام يعمل هناك.
للمزيد يمكنك قراءة : فقرة هل تعلم عن الأخلاق الحسنة
وفي الختام ، وبعد الإطلاع على ما تشهده البلاد عموماً ، والبلاد العربية خصوصاً ، من انعدام للسلام ، ومن انتشار للفتن والحروب ، ودائماً ما يكون الضحايا هم أبرياء من نساء وأطفال وعجائز ، يتشكل عندي يقين بأن أكثر المواثيق وبالخصوص ما يتعلق بحقوق الإنسان ، عبارة عن حبر على ورق ، والأصدقاء الصغار قد كبروا ودب النزاع بينهم ، وتناسوا عهدهم الطفولي ، وكبروا وكبرت أطماعهم بأنانية ، وتناسوا حقوق الآخرين في الحياة على الأرض.