محتوي الموضوع
شهر رمضان الكريم من الأشهر العظيمة التي لها مكانة كبيرة جداً ، فقد ميزه الله عز وجل عن بقية الشهور في العام ، وذلك بالعديد من الخصائص ، فشهر رمضان هو الشهر الذي فرض الله سبحانه وتعالى صيامه على جميع المسلمين ، وجعل هذا الشكر ركناً من أركان الإسلام الخمس ، مصداقاً لقول الله تعالى : {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه} ، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : (بني الإسلام على خمس ، شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً عبده ورسوله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحج البيت ، وصوم رمضان) ، كل هذا الفضل بالإضافة لفضل نزول القرآن في هذا الشهر الكريم ، مصداقاً لقول الله عز وجل : {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}.
وهذا إن دل فيدل على أن هذا الشهر الكريم هو أفضل شهر في السنة كلها ، فيه ليلة عظيمة خير من ألف شهر ، ألا وهي ليلة القدر ، التي ورد فيها العديد من النصوص الشرعية التي تدل على فضلها الكبير ، ومنها قول الله سبحانه وتعالى : {إنا أنزلناه في ليلة القدر ، وما أدراك ما ليلة القدر ، ليلة القدر خير من ألف شهر} ، وفي هذا اليوم سوف نتعرف أكثر حول وقت فرض صيام شهر رمضان الكريم ، ومراحل فرض صيامه ، فتابعوا معنا.
فرض الصيام:
- تقوى الله عز وجل تتحقق بالكثير من الطرق ، ومنها الصيام ، لأن الصيام له أهمية بالغة وعظيمة جداً ، لهذا فهو ركن من أركان الإسلام ، منزلته بمنزلة الشهادتين ، والصلاة ، والحج ، والزكاة ، وبتحقق التقوى في القلب يؤدي العبد المسلم كل ما أمر به ، ويبتعد عن كل ما نهي عنه ، بخضوع وتسليم لله سبحانه وتعالى.
للمزيد يمكنك قراءة : معلومات طبية عن الصيام
وقت فرض صيام شهر رمضان:
- فرض صيام هذا الشهر الكريم بعد تحويل القبلة للكعبة المشرفة بشهر تقريباً ، وقد قيل بأن فرض الصيام كان لليلتين من شهر شعبان بالسنة الثانية ، وبهذا توجب صيام الشهر المبارك على كل عبد مسلم لديه القدرة على صيامه ، وكان عاقلاً ، بالغاً ، مقيماً ، خالي من أي مانع يمنعه من الصيام ، وقد ثبت ذلك الوجوب بالقرآن الكريم ، وبالسنة النبوية الشريفة ، وبإجماع كل علماء المسلمين ، وبيان هذه الأدلة فيما يلي:
- قال الله سبحانه وتعالى : {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}.
- وقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والحج ، وصوم رمضان).
- أجمع علماء المسلمين على وجوب صيام هذا الشهر وفرضيته ، وأنه أمر معلوم من الدين بالضرورة.
للمزيد يمكنك قراءة : معلومات عن ليلة النصف من شعبان
مراحل فرض الصيام:
الشريعة الإسلامية اختصت بالعديد من المبادئ ومنها : التدرج في إقرار الأحكام ، وذلك رعاية للظروف ، ولطبيعة النفوس ، وما جبلت عليه من مبادئ وعادات ، ويستند التدرج لتشريع الأحكام الشريعة المناسبة مع طبيعة الظروف ، والنفوس ، والناس ، بالإضافة للحرص على رفع الحرج ، وعدم إلحاق أي ضرر أو بأس ، ثم الإقرار بالأحكام التي لا تتبدل أو تتغير بتبدل الزمان أو المكان ، والصيام واحد من الأحكام التي تدرج أقرارها ، وفيما يلي بيان كل مرحلة من المراحل التي مر فيها:
- المرحلة الأولى: فرض صيام العاشر من شهر محرم ، ألا وهو يوم عاشوراء ، في أول مرحلة من الصيام ، وقد كانت قبيلة قريش تصومه في الجاهلية ، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصومه بمكة قبل الهجرة ، وبعد أن هاجر صامه أيضاً ، وأمر المسلمين بصيامه ، وبعدها خيرهم بصيامه أو إفطاره بعد أن فرض صيام شهر رمضان ، فقد أخرج البخاري رحمه الله في صحيحه عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من شاء صامه ، ومن شاء تركه) ، وفرض صيام عاشوراء كان في السنة الأولى من الهجرة ، ومن ثم نسخ فرضه بفرض صيام رمضان في السنة الثانية.
- المرحلة الثانية: الله سبحانه وتعالى نسخ وجوب صيام عاشوراء بفرضية صيام شهر رمضان على التخيير بين تأدية الفدية والصيام ، وذلك كما ورد في قول الله تعالى : {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ، أياماً معدودات فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيراً فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون}.
- المرحلة الثالثة: المرحلة الثانية نسخت من صيام شهر رمضان بفرضه على كل مسلم من دون تخيير ، ونسخت أيضاً الآيات السابقة بقول الله تعالى : {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون} ، وعلى هذا استقر الصيام ، وذلك من خلال الامتناع عن كل مفطر ، بداية من طلوع الفجر الصادق لغروب الشمس ، وطيلة شهر رمضان.
للمزيد يمكنك قراءة : فوائد الصيام الدينية والدنيوية