إن مدينة رام الله تعد أحد المدن الفلسطينية العريقة الموجودة بقلب دولة فلسطين التاريخية ، وتعتبر المدينة العاصمة الإدارية المؤقتة للسلطة الفلسطينية ، بجانب كونها مركز محافظة رام الله والبيرة ، وموجود بها مقر المقاطعة ، ذلك بالإضافة إلى أن معظم وزارات السلطة الفلسطينية ومكاتبها ، ومبني المجلس التشريعي ، والمقر العام للشرطة والأمن موجود بها ، وفي العام ألفين وستة عشر أظهرت التقديرات أن التعداد السكاني لمحافظة رام الله والبيرة قد وصل إلى ثلاثمائة وسبعة وخمسون ألف نسمة ، بينما تبلغ مساحة أراضي المدينة حوالي أربعة عشر ألف دونمات.
من أبرز ما تتميز به المدينة عن غيرها من مدن دولة فلسطين هو النشاط الثقافي المستمر ؛ إذ تقام على أرضها العديد من الندوات الثقافية ، والمعارض ، والمهرجانات ، ويعود سبب ذلك لعدة أشياء أهمها : وجود عدد من المؤسسات الناشطة بمدينة رام الله من أبرزها : وزارة الثقافة وبلدية رام الله ، بجانب امتلاكها خلفية اجتماعية وثقافية متعددة ، ومساحة كبيرة من الحرية التي تساعد على جذب الشخصيات الثقافية في الكثير من المجالات ، واليوم سوف نسلط الضوء أكثر على تاريخ المدينة ، وعلى سبب تسميتها بهذا الاسم ؛ فتابعوا معنا.
تاريخ مدينة رام الله:
- يرجع تاريخ المدينة للعصور الوسطى ، وذلك حين أعطي الاسم لها ، إلا أنها كانت خربة موجودة ضمن أراضي مدينة البيرة ، التي كانت وقتها تتمتع بتاريخ عريق وذكرت بالعهد الروماني ، وظل الحال كما هو عليه إبان الفتح العربي الإسلامي ، إلا أن المدينة قد بدأت في النمو بالتدريج ، وخلال الحملات الصليبية كانت مدينة رام الله مستعمرة زراعية صغيرة وسماه الصليبيون اسم Ramalie.
- يرجع تاريخ تأسيس المدينة الحديث استناداً للروايات الشعبية لعشيرة الحدادين ؛ إذ نشب خلاف بين قبائل الكرك ، وبالتحديد بين عميد عشيرة الحدادين الكركية المسيحية راشد الحدادين وشيخ قبيلة بني عمر التي كانت وقتها تهيمن على الكرك بسبب رفض العميد أن يزوج ابنته لابن القبيلة المسلم ، فترك العميد الكرك خفية ولجأ لمدينة البيرة في البداية ، وبعدها اشترى خربة رام الله من أصحابها الغزاونة لما كانت تحويه من أحراض وحطب كان ضرورة للمهنة التي كانت يمتهنوها ألا وهي مهنة الحدادة ، وتعمرت القرية بعد ذلك على أيدي عشيرة الحدادين التي ينسب لها معظم سكان رام الله في الوقت الحالي.
- لقد خضعت المدينة للحكم العثماني منذ القرن الـ16 ، ومع بداية القرن الـ20 وبسبب الاحتلال الصهيوني للمناطق الفلسطينية ، لجأ الكثير من الفلسطينيين من القرى والمدن المجاورة لمدينتي رام الله والبيرة ، الأمر الذي زاد تعداد السكان بصورة كبيرة جداً ، وخلال عام ألف وستعمائة وثمانية وأربعون إلى ألف وتسعمائة وسبعة وستون خضعت المدينة للحكم الأردني.
- وبعد النكسة وقعت المدينة تحت الحكم الصهيوني لمدة سبعة وعشرون سنة ، وعانت من الإهمال الكبير حتى العام ألف وتسعمائة وأربعة وتسعون ، عندما نقل حكم السلطة الوطنية الفلسطينية للمدينة بعدما تم توقيع اتفاقية أوسلو في العام ألف وتسعمائة وثلاثة وتسعون التي أعلن بموجبها أنها أرض ألف ، بمعنى أنها تخضع لحكم شبه كامل من قبل السلطة الفلسطينية ، فأصبحت بهذا المقر المؤقت للسلطة الفلسطينية.
للمزيد يمكنك قراءة : نبذة عن فلسطين
سبب تسميتها بهذا الاسم:
- يرجع سبب تسمية المدينة بهذا الاسم لأصول كنعانية ؛ إذ تعني كلمة رام الأراضي المرتفعة ، وقد أضاف العرب لها كلمة (الله) ، فصار اسمها (رام الله) ، وقد عرفت المدينة بذلك الاسم بالعهد الصليبي ، أما تاريخياً فقد ظهر أن قبيلة عربية سكنت بقرية أو غابة حرجية بأواخر القرن السادس عشر وأطلقت على تلك القرية اسم رام الله ، لقد تضاربت الروايات التاريخية حول تسمية المدينة بهذا الاسم ؛ إذ يدعي البعض أن المدينة ذكرت بالتوراة باسم أرتا يم صوفيم أو جلبات إيلوهم وذلك بحسب المؤرخ يوسيفوش باسم فكولا ، إلا أن تلك الروايات لم تثبت صحتها.
للمزيد يمكنك قراءة : يوم الأرض الفلسطيني
معالم رام الله:
إن المدينة تمتلك الكثير من المعالم السياحية والتاريخية ، ومن أبرزها ما يلي :
- البلدة القديمة.
- خربة الطيرة.
- خلة العدس.
- الكرينعة.
- الكفرية.
للمزيد يمكنك قراءة : أقوال عن فلسطين الأرض المقدسة