محتوي الموضوع
إن الصيام يقوي الإرادة عند المرء ويشحذ عزيمته وينمي الرحمة والتراحم بين الناس ، إنه عبارة عن جهاد للنفس وكبح للشهوات وصفاء للروح وتنمية للخير ، وذلك لقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم : [كل حسنة يعملها ابن آدم بعشرة أمثالها إلى سبعمئة حسنة أو إلى سبعمئة ضعف، يقول الله عز وجل الصوم لي وأنا أجزي به، يذر الصائم الطعام والشراب وشهوته من أجلي، والصوم لي وأن أجزي به، والصوم جنة وللصائم فرحتان فرحة حين يريد أن يفطر وفرحة حين يلقى ربه ولخلوف فم الصائم حين يخلف من الطعام أطيب عند الله من ريح المسك] ، وعلى العبد المسلم الصائم أن يبتعد عن مفسدات الصيام ، حتى يتقبل الله عز وجل منه الصيام ، وفي هذا اليوم سوف نوضح لكم مكروهات الصيام وسبب الكراهية عند المالكية ، فتابعوا معنا.
مفسدات الصيام:
هناك أشياء لا يستطيع العبد الصائم القيام بها وهي من مفسدات الصوم ، بمعنى أن العبد لو قام بإحداها بطل صومه وأفطر ، وتلك المفطرات هي :
- تناول الأكل والشرب عمداً.
- ممارسة الجماع.
- التقيؤ عمداً.
- الاستمناء عمداً.
- خروج الدم بالحجامة وغيرها.
- خروج دم الحيض أو النفاس من المرأة
للمزيد يمكنك قراءة : اركان الصيام وشروطه وآدابه
مكروهات الصيام:
إن مكروهات الصيام تختلف عن مفسدات الصيام ، فمكروهات الصيام لا تبطل الصوم لكن يفضل أن تبتعد عنها ، ويعزى ذلك إلى أن الإفراط في فعلها قد يبطل الصيام ، ومكروهات الصيام تتلخص في الآتي :
- الوصال في الصوم : أي أن تصوم يومين أو أكثر دون أن تفطر ، وقد نهانا النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن فعل هذا بقوله : [لا تُوَاصِلُوا . قَالُوا : إِنَّكَ تُوَاصِلُ . قَالَ : إِنِّي لَسْتُ مِثْلَكُمْ ، إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي . فَلَمْ يَنْتَهُوا عَنْ الْوِصَالِ ، قَالَ : فَوَاصَلَ بِهِمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَيْنِ أَوْ لَيْلَتَيْنِ ثُمَّ رَأَوْا الْهِلالَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَوْ تَأَخَّرَ الْهِلالُ لَزِدْتُكُمْ ، كَالْمُنَكِّلِ لَهُمْ].
- المبالغة في الاستنشاق والمضمضة : وهي بالنسبة لغير الصائم تعد سنة ، أما للمسلم الصائم فتعد مكروهة ، فقد أتى بنص الحديث النبوي الشريف عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال : [إذا توضَّأْتَ فأسبِغِ الوضوءَ وخلِّلْ بينَ الأصابعِ وبالِغْ في الاستنشاقِ إلَّا أنْ تكونَ صائمًا]
- القبلة والملامسة وما يشابههما : وذلك لأن تلك الأمور تحرك الشهوات وتعد مكروهة ، وقد نهانا النبي محمد صلى الله عليه وسلم عنها ، لما في الحديث النبوي الشريف : [أنَّ رجلًا سأل النَّبيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن المباشَرةِ للصائمِ فرخَّص له وأتاه آخرٌ فسألَهُ فنهاه فإذا الَّذي رخَّص له شيخٌ والَّذي نَهاه شابٌّ] ، والمباشرة معناها اللمس أو ما يشابهه.
للمزيد يمكنك قراءة : مفطرات الصيام من الأدوية
من أخطاء الصيام:
- لقد وعد الله سبحانه وتعالى عباده المسلمين بزيادة في الأجر وبمحو للسيئات ، وذلك بأدائهم فريضة الصوم لما فيها من مشقة ، إلا أن البعض يقوم من غير قصد بأخطاء تقلل من أجر صيامهم ، وتلك الأخطاء لا تعد مفسدة للصوم إلا أنه يكون صيام بدون أجر ، ومن ضمن الأخطاء الشائعة بين العوام التأفف من قدوم شهر رمضان المبارك وتمني زواله ، أو أن يستقبله أحد مثله مثل أي شهر من شهور العام ، غير مدرك فضائله ، وعدم التفقه بعلوم الصوم ، ولذلك يكون الصوم غير متكامل.
- وأيضاً عدم تجنب المعاصي ، فيكون المسلم ممتنع عن الأكل وعن الشرب إلا أنه يخوض في النميمة والغيبة ، ويتخذ هذا الشهر المبارك في الكسل والنوم ولا يغتنمه في زيادة العبادات ، وسوء الخلق وسرعة الغضب في نهار شهر رمضان بسبب الجوع ، وأيضاً أن يخصص الشخص رمضان وحده للعبادة ، وما إن ينتهي الشهر المبارك حتى يرجع ويعود للمعاصي مرة أخرى ، وأخيراً من الأكثر الأشياء التي تكثر ملاحظتها في بداية شهر رمضان المبارك هو التزام الصائمين بالذهب للمسجد وأداء الفرائض على أكمل وجه ولكن مع مضي أيام رمضان الأولى تفتر الهمم ويختفي الحماس ، وذلك على عكس ما أمر به النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، فقد كان يأمر أهله بقيام الليل وأن يلتزموا بأداء العبادات على أكمل وجه.
للمزيد يمكنك قراءة : هل يجوز الصيام على جنابة