من فوائد العلم الشرعي – أهمية العلم الشرعي
محتوي الموضوع
من فوائد العلم الشرعي أن تعلمه يحميك من الابتلاءات، ولا يقتصر الأمر على ذلك فحسب. يعتبر العلم الشرعي أهم أنواع العلم، حيث يعتبر مصدر إرشاد للإنسان في الحياة الدنيا والآخرة. يشير تراث النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى أهمية السعي لطلب للعلم النافع الذي يساهم في تحقيق الرفاهية في الدنيا والسعادة في الآخرة. طلب العلم النافع من الله كان من العادات التي دأب النبي على القيام بها. ويؤمن من بعده المسلمون بأن العلم النافع يصلح الأمور في الحياة الدنيا ويمهد الطريق نحو النجاح في الحياة الآخرة.
القدر الواجب من العلم الشرعي
يقسم البحث عن العلم الشرعي إلى نوعين في الإسلام: الفرض العين وفرض الكفاية. الفرض العين هو الواجب على كل فرد من أفراد المجتمع الإسلامي، وهو متعلق بأصول الإيمان والأمور الدينية الأساسية. يشمل ذلك معرفة بربوبية الله وأسمائه وصفاته، والإيمان برسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومعرفة الأحكام والشرائع في الدين الإسلامي. أما فرض الكفاية في العلم الشرعي، فهو الواجب الذي إذا قام به بعض الناس يكفي للباقين. يتعلق هذا الجانب بأمور معينة مثل الفقه والأحكام التي ليست قطعية، والمسائل المتعلقة ببعض العبادات والمعاملات اليومية.
قد يهمك أيضًا: انواع العلم
من فوائد العلم الشرعي
تتعدد فوائد العلم الشرعي لتشمل ما يأتي ذكره أدناه:-
1. صلاح القلب
المعرفة والتعلم مصدر شرف كبير. إن العلم الشرعي ليس مجرد تجميع للمعرفة، بل هو أيضًا وسيلة لتهذيب القلب، تحسين العقل، وصقل اللسان. يعتبر العلم بمثابة الدرب الذي يوصل الفرد إلى الله -تعالى-. هناك العديد من الطرق التي يمكن للإنسان أن يسلكها للوصول إلى الله، فمنها ما هو مباشر ومنها ما يحتاج لوقت وجهد أكبر. ولكن من أسهل وأقصر الطرق نحو الرحمن هو العلم بتلاوة وفهم القرآن الكريم.
(يا أَيُّهَا النّاسُ قَد جاءَتكُم مَوعِظَةٌ مِن رَبِّكُم وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدورِ وَهُدًى وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنينَ).
المعرفة والعلم هما المفاتيح التي تفتح الأبواب نحو فهم الله والوصول إلى معرفة عظمته وسبل التقرب إليه. يوجه العلم الفرد في سبيل البحث عن الحقيقة، ويساعده على فهم أمور الحياة. بالاستمرار في التعلم، يكون الإنسان أكثر وعيًا بما يحيط به من آثار الغفلة عن الله، وكيفية تجاوزها بالعودة إلى الذكر والتفكير في أمور الخلق والوجود بطريقة أعمق وأكثر وعيًا.
(وَاذكُر رَبَّكَ في نَفسِكَ تَضَرُّعًا وَخيفَةً وَدونَ الجَهرِ مِنَ القَولِ بِالغُدُوِّ وَالآصالِ وَلا تَكُن مِنَ الغافِلينَ).
2. رفع الجهل
يعتبر الجهل عائقًا كبيرًا أمام تقدم الأمم، فالتاريخ يظهر أن الأمم التي ازدهرت هي التي ازدادت بها مستويات العلم والمعرفة. بالمقابل، تشكل قلة العلم خطرًا على استمراريتها وتطورها. عندما ينقطع مصدر العلم والمعرفة في أي أمة، يحدث تدهور تدريجي، ليس بفقدان العلم بشكل مفاجئ، بل بانقراض العلماء، وبالتالي، نقص المنارات الذين يقومون بالتوجيه والإرشاد. في غياب العلماء، يمكن أن ينتشر الجهل ليصبح سببًا رئيسيًا في ضعف وتدمير تلك الأمة.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا).
قد يهمك أيضًا: اداب الحوار
3. خشية الله
يشجع التفكير العميق في عظمة الله ومعرفة سبل التقرب إليه على الخشية والتقدير. يشكل العلم أساسًا لبناء هذه الخشية ويعززها، إذ يدرك الإنسان بوضوح عظمة الله.
(إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ).
علاقة العلم بالخشية علاقة تكاملية، حيث يثمر العلم الأدب مع الله وتعظيم القدر الإلهي، بينما تساهم الخشية في دفع الشخص نحو اكتساب المزيد من المعرفة. لذا جعلت الشريعة الإسلامية الخشية إحدى علامات الخير والقبول، معتبرة إياها مفتاحاً للتفضيل والتقدم في الحياة.
(أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ. جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ)
4. رضا الله
يعتبر طلب العلم سبيلًا لرضا الله، إذ يفتح باب الخيرات والبركات من قبل الله تعالى للباحثين عن المعرفة. يمهد الله الطريق أمام من يسعى لاكتساب العلم، ويجعل الرحمة والبركة في هذا المسعى. يتيح الله لطالب العلم السعي نحو الجنة بفتح أبوابها أمامه، وتوسيع مداركه نحو الخير. من منح رضا الله والتقدير للطالبين عن العلم، هو إضاءة دربهم بنور الملائكة، وهؤلاء الملائكة، الكائنات السماوية السامية، تشكل طاقة داعمة تهدي الطلاب نحو نور العلم، الذي ينبع من نور الله.
(مَا مِنْ خَارِجٍ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ، إِلَّا وَضَعَتْ لَهُ الْمَلَائِكَةُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا بِمَا يَصْنَعُ).
5. دخول الجنة
هناك علاقة متداخلة بين طلب العلم والدخول إلى الجنة، علاقة تقوم على شقين:
- الأول: يعتبر طلب العلم نفسه عبادة وفعل صالح يثاب عليه، فالاجتهاد في اكتساب المعرفة والتعلم يشكل أساسًا للأجر العظيم من الله -تعالى-، مما يساهم في فرصة دخول الجنة.
- الثاني: تعلم الشخص للخير والشر يمكنه من تمييز الحلال والحرام والتصرف بنية صالحة. هذا التوجه نحو الخير والالتزام بالقيم يقرب الشخص أكثر من الله، مما يؤدي إلى فرصة دخول الجنة.
قد يهمك أيضًا: سؤال صعب ديني
في نهاية هذا الموضوع، نجد أن السعي وراء المعرفة والفهم الصحيح لتعاليم الإسلام يمثل مسيرة ثمينة في حياة الفرد والمجتمع. العلم الشرعي ليس مجرد معرفة بالأحكام والقواعد، بل هو دعوة إلى الفهم العميق والتطبيق السليم لتعاليم الدين والقيم الأخلاقية. باعتباره مصدرًا للإرشاد والتوجيه، يعتبر العلم الشرعي أساسًا لبناء مجتمع يسوده العدل والسلام، ويعزز التآزر والتفاهم بين أفراده. ومن خلال استنارة العقول بالعلم الشرعي، يمكن تشكيل وعي حول المفاهيم الدينية والاجتماعية، مما يساهم في بناء مجتمع أكثر تسامحًا واستقرارًا.