الصيام في اللغة يعني الإمساك عن فعل أمر مثل الإمساك عن الأكل او الكلام أو غيرها ، فمن أمسك عن الكلام ولم يتكلم أو عن الأكل ولم يأكل فهو شخص صائم ، أما الصيام في الشرع فيعني الإمساك عن كل المفطرات مثل الجماع ، والطعام ، والشراب ، وغيرها من المفطرات ، من بزوغ الفجر لغياب الشمس ، وذلك وفق الشروط التي أمر بها الله سبحانه وتعالى ، وصوم شهر رمضان المبارك هو ركن من أركان الإسلام الخمس كتبه الله عز وجل على المسلمين جميعاً ، فقد قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } ، وفي هذا اليوم سوف نسلط الضوء أكثر للرد على سؤال يسأله العديد من الأشخاص وخاصةً في شهر رمضان المبارك ، والسؤال هو هل الحجامة تفطر الصائم في رمضان لابن عثيمين ، فتابعوا معنا.
حكم الحجامة في نهار شهر رمضان:
لقد تعددت مذاهب أهل العلم بمسألة فساد الصوم بسبب الحجامة ، وقد ذهبوا في هذا لقولين ، الأول : أنها لا تفسد الصوم ، والثاني : أنها تفسده ، وتفصيل ذلك في التالي :
- الحجامة تفسد الصوم : لقد قال الحنابلة بأن الحجامة تفسد الصوم على حد سواءً للحاجم ، والمحتجم ، وعلى كل منهما القضاء ، وقد أضافوا بأن هذا قول علي بن أبي طالب ، وأبي هريرة ، وعبد الله بن عباس ، وعائشة رضي الله تعالى عنهم جميعاً ، وقال بأن ما ورد من احتجام النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهو صائم منسوخ.
- الحجامة لا تفسد الصيام : لقد قال كلاً من المالكية ، والحنفية ، والشافعية ، بأن الحجامة لا تفسد الصوم ، وقد علل الحنفية هذا القول بأن الحجامة كشق الوريد وإخراج الدم أو سحبه منه لتحليله ، وليس من الممكن أن يكون ذلك الدم كدم النفاس والحيض المفسدين للصوم ، كما ليس من الممكن وصول شيء للجوف بذلك ، أو قضاء شهوةً ما ، وقد صرح الحنفية أيضاً بعدم كراهة الحجامة للمسلم الصائم ، وقد علل المالكية قولهم بأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يحتجم وهو صائم ، وقد اعتبروا أن الدم الخارج من الحجامة يقاس على دم الرعاف ، بمعنى أنه لا يوجب الغسل ، كما أن الدم لا يفسد الصوم لو خرج نتيجة لجراحة ما ، والحجامة تعد جراحة ، ذلك بالإضافة لأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد رخص للمرء الصائم في الحجامة بعد قوله بإفسادها للصيام ، أما الشافعية فقد قالوا بكراهة الحجامة للمسلم الصائم ، مع قولهم بأنها لا تفسد الصوم ، وذلك لما ورد من احتجام النبي محمد صلى الله عليه وسلم وإباحته لها للمسلم الصائم بعد منعها له.
للمزيد يمكنك قراءة : فوائد الحجامة
مشروعية الحجامة في الإسلام:
لقد وردت الكثير من الأحاديث النبوية الصحيحة التي تدل على مشروعية الحجامة ، وتوضيح بعضها فيما يلي :
- لقد أخرج الإمام البخاري رضي الله تعالى عنه بصحيحه عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنها : [أنَّه سُئِلَ عن أجْرِ الحَجَّامِ، فَقَالَ: احْتَجَمَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، حَجَمَهُ أبو طَيْبَةَ، وأَعْطَاهُ صَاعَيْنِ مِن طَعَامٍ، وكَلَّمَ مَوَالِيَهُ فَخَفَّفُوا عنْه، وقَالَ: إنَّ أمْثَلَ ما تَدَاوَيْتُمْ به الحِجَامَةُ، والقُسْطُ البَحْرِيُّ وقَالَ: لا تُعَذِّبُوا صِبْيَانَكُمْ بالغَمْزِ مِنَ العُذْرَةِ، وعلَيْكُم بالقُسْطِ]
- لقد أخرج الإمام مسلم رضي الله تعالى عنه ، بالصحيح عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه : [احْتَجَمَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، حَجَمَهُ أَبُو طَيْبَةَ، فأمَرَ له بصَاعَيْنِ مِن طَعَامٍ، وَكَلَّمَ أَهْلَهُ، فَوَضَعُوا عنْه مِن خَرَاجِهِ، وَقالَ: إنَّ أَفْضَلَ ما تَدَاوَيْتُمْ به الحِجَامَةُ، أَوْ هو مِن أَمْثَلِ دَوَائِكُمْ]
- لقد قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، فيما أخرجه الإمام البخاري رضي الله تعالى عنه ، عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه : [إنْ كانَ في شيءٍ مِن أدْوِيَتِكُمْ – أوْ: يَكونُ في شيءٍ مِن أدْوِيَتِكُمْ – خَيْرٌ، فَفِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ، أوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ، أوْ لَذْعَةٍ بنارٍ تُوافِقُ الدَّاءَ، وما أُحِبُّ أنْ أكْتَوِيَ]
للمزيد يمكنك قراءة : الحجامة النبوية تعرف عليها
للمزيد يمكنك قراءة : ما هي مبطلات الصيام ومكروهاته