محتوي الموضوع
سنتعرض اليوم للحديث عن الغش فالغش هو أن يخدع شخصًا ما الناس ويضللهم بأن يخفي عيب الشيء وأن يظهره على خلاف ما هو عليه وأن يصفه بما ليس موجودًا فيه ويوجد أدلة كثيرة من القرآن والسنة النبوية على تحريم الغش فنرى مثلًا تحذير الرسول صلى الله عليه وسلم من الغش «فقد مر نبينا صلوات الله وسلامه عليه على رجل يبيع قمح فادخل يده فيها فنالت أصابعه بللًا فقال: ما هذا يا صاحب الطعام؟ قال: أصابته السماء أي: (المطر) يا رسول الله. قال: أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس من غش فليس مني».
فهذا الحديث يبين خطورة الغش على الناس عمومًا، ويبين أن الغاش ليس من أهل الإيمان الكامل، فإن من يغش الناس ويخفي عليهم حقيقة الأمر فليس من أتباعه صلوات الله وسلامه عليه واليوم سنسرد لكم بعض أشكال الغش المتنوعة وصوره المتعددة والله نسأل أن يقينا شرور الغشاشين.
اسباب الغش
- الإيمان الضعيف: فلو ملئت القلوب بالإيمان لا يمكنها أن تقدم على هذه الخطوة وهيا عالمة أن الله سيسخط عليها فلا يمكن لقلب امتلأ بحب الله عز وجل أن يقدم على فعلة وهو عالم أن هذه الفعلة ستغضب الله.
- التربية الضعيفة: وخصوصًا من الأب والأم وغيرهم من المعلمين والمرشدين، فقليلًا ما نرى أبًا جالسًا مع أبنائه ينصحهم ويذكرهم بحرمانية الغش، مبينًا لهم عواقبه.
- تزيين الشيطان للغش: فالشيطان يزين الغش في أعيننا حيث يوهمنا أنه لا ملجأ إلينا سوى الغش لكي ننجح أو نتربح من وراء شيء ما.
- الخوف من الخفقان: فإن الإنسان منا يخشى أن يخفق ويرسب في أمر ما من أمور حياتنا الدنيا فيلتجأ للغش في المعاملة أو الاختبارات في المدرسة وعلى نحوها من هذا القبيل.
أضرار الغش:
- فالغش طريقًا موصل فاعله للنار.
- فالغش دليل على دناءة نفس الغاش وخبثها فلا يغش إلا كل دنيء هانت عليه نفسه فأهلكها بهذه الفعلة.
- فالغش يبعدنا عن طاعة الله فالغش ما هو إلا طريق لحرمان البركة وسبب كبير لعدم إجابة الدعاء.
- فالغش قد يكون سببًا في أن يتسلط الظلمة على الغاش بالسرقة والنهب.
أنواع الغش:
فأنواع الغش كثيرة لا حصر لها نذكر بعضها:
- أكثر أنواع الغش شيوعًا هو الغش في البيع والشراء ويكون الغش في البيع والشراء بإخفاء عيب ما أي غشًا في البضاعة أو عنصرها أو كميتها أو وزنها أو صفتها الجوهرية.
- وهناك نوعًا آخر هو الأكثر شيوعًا هذه الأيام ألا وهو الغش في الامتحانات أو الاختبارات الطلابية وما أكثر طرق ووسائل الغش بين الطلاب ومن سبب ذلك قلة الخوف من الله وانعدامها وضعف الوازع الديني.
- الغش في النصيحة: وذلك بأن لا يخلص الناصح نصيحته بقصد غرض دنيوي أو ديني أو غيره فمن حق الأخوة أن يبين الأخ في نصيحة صاحبه ويتفاني فيها فالمؤمنون نصحة والمنافقون غششة.
- الغش في الزواج: مثال على ذلك: أن بعض أولياء الأمور يعمد تزويج موليته بدون أن يبذل جهد في معرفة الخاطب وحاله مع دينه وخالقه، وفي هذا غش وظلم كبير للزوجة، وأيضًا من مظاهر الغش في الزواج: أن بعض أولياء الأمور يخفون عيوبًا أو أمراضًا في بناتهم ولا يوضحه للخاطب ليكون على دراية بالأمر، فإن دخل بها كشف ما بها من أمراض وخلافه، وأيضًا فبعض الأهالي يتعمد أن يزكي الخاطب عند من يتقدم لهم وأن يمدحه ويطرئ عليه وأنه كذا كذا وربما يكون هذا الشخص لا يعرف طريق المسجد.
علاج الغش
- بث روح الخوف من الله فالغش في المعاملات وغيره يؤدي لسخط الله على عبده وغضبه، فالغش طريق من طرق التأخر والانحدار، فالغش في الاختبارات أو امتحانات الطلاب يؤدي إلى انتشار الأمية، فالغش مثلًا في التعليم يجعل المنظومة التعليمية تنهار وتتدهور.
وها نحن وصلنا لنهاية موضوعنا عن الغش فالغش ما هو إلا ظاهرة خطيرة وسلوك مسيء، وفي هذه المقالة تطرقنا لمواضيع شتى عن الغش وتحدثنا عن أسبابه وظروفه وعلاجه ولا ننسى ذم ربنا سبحانه وتعالى في الغش وأهل الغش في القرآن الكريم بل وتوعدهم ربنا بالويل في قوله تعالى: {ويل للمطففين، الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون، وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون}. وكفى الإنسان منا اللفظ النبوي حين قال الرسول صلوات الله وسلامه عليه: «ليس منا» والأدلة على حرمانية الغش كثيرة عافانا الله وإياكم من الغش.
