إسلاميات

هل يجوز الصيام على جنابه عمدًا

هل يجوز الصيام على جنابه

من المعلوم بأن الطهارة ليست شرطاً بكل العبادات ، إلا أنها تباح لمن كان على جنابة أعمال كثيرة منها : الدعاء ، والذكر ، والتسبيح والتهليل ، وغيرها من الذكر ، وذلك لما ثبت بصحيح مسلم عن أم المؤمنين عائشة رضوان الله تعالى عليها أنها قالت : [كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه] ، واليوم سوف نجيب على تساؤل يدور في أذهان العديد من المسلمين ألا وهو هل يجوز الصيام على جنابه عمدًا ؛ فتابعوا معنا.

ما هي الجنابة:

إن الجنابة مصدر يطلق على المؤنث وعلى المذكر ، إضافةً للمفرد ، وللمثنى ، وللجمع ، ويتم تعريف الجنابة في اللغة وفي الشرع على النحو التالي :

  1. الجنابة في اللغة : البعد ، فهي نقيضة القرب ، أو القرابة ، كما تعرف على أنها مجانبة الشيء واجتنابه ، فيقال : فلان جنب ، بسبب النهي عن القرب من أماكن الصلاة إلا لو تطهر ، بمعنى أنه أجنب وتنحى عنها ، كما قيل : لاجتنابه الناس إلا بعد أن يتطهر.
  2. الجنابة في الشرع : يعرفها الإمام النووي على أنها صفة تطلق على الإنسان الذي أنزل المني ، وأيضاً على الشخص الذي جامع ، وعليه فقد سمي جنباً ، كونه يتجنب المسجد ، والصلاة ، وقراءة القرآن ، ويبتعد عنها ، في حين يتم تعريف الجنابة في نهاية المحتاج على أنها حدث معنوي يصيب البدن ، وعليه فلا تصح الصلاة.

للمزيد يمكنك قراءة : كيفية الغسل من الجنابة

حكم صيام الجنب:

لقد اتفقت كل المذاهب في المطلق على صحة صيام الجنب ، وقد اعتمدوا في هذا على عدد من الأدلة من القرآن الكريم ، ومن السنة النبوية الشريفة ، وهي :

  1. قول الله عز وجل : { …فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّـهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ…} ، حيث أتت الإشارة بالآية الكريمة لصحة صيام الشخص وهو جنب ، وقد دلت على جواز الجماع في الليل وإباحته ، وذلك لحين طلوع الفجر ، حيث إن جواز الجماع حتى الفجر يقتضي طلوع الفجر على المجامع وهو على جنابة.
  2. ما أخرجه الإمام البخاري رضي الله عنه في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة وأم سلمة رضي الله تعالى عنهما : [أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يُدْرِكُهُ الفَجْرُ وهو جُنُبٌ مِن أهْلِهِ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ، ويَصُومُ] ، فقد أوضح الحديث النبوي الشريف أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يجامع زوجاته رضي الله تعالى عليهم في شهر رمضان المبارك ليلاً ، ويتأخر بغسله إلى ما بعد طلوع الفجر ، وقد كان هذا بعد جماع ، ولم يكن بعد احتلام ، ومن ضمن الأدلة التي تؤيد هذا أيضاً ما أخرجه الإمام مسلم رضي الله تعالى عنه عن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله تعالى عنها : [كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُصْبِحُ جُنُبًا مِن جِمَاعٍ، لا مِن حُلُمٍ، ثُمَّ لا يُفْطِرُ وَلَا يَقْضِي]
  3. وبالاستناد على ما سبق ذكره من أدلة ، فإن الطهارة من الجنابة ليست شرطاً من شروط صحة الصوم ، وصحة الصوم تشمل أيضاً من أصبح على جنابة بسبب الاحتلام ، وليس هناك مانع من تأخير الاغتسال حتى يطلع الفجر ، ويقاس على ما سبق جواز صيام المرأة لو انتهى الحيض قبل طلوع الفجر ، واغتسلت بعد طلوع الفجر ، حيث إن الحيض شبيه بالجنابة ، فليس هناك مانع من النية والصوم.

للمزيد يمكنك قراءة : شروط المسح على الجوارب والخفين

ما يحرم على الشخص الجنب:

يصم الصوم لمن أصبح على جنابة قبل أن يطلع الفجر ، إلا أنه يحرم عليه الإتيات بالكثير من العبادات ، ومن أبرزها :

  1. الصلاة ، وسجود التلاوة : فقد قال الله عز وجل في القرآن الكريم : {وإن كنتم جنباً فاطهروا}
  2. الطواف حول الكعبة المشرفة : حتى ولو كان طواف نافلة ، فالطواف بالبيت بمثابة الصلاة كما أتى عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما.
  3. مس القرآن الكريم : فقد قال الله عز وج في القرآن الكريم : {لا يمسه إلا المطهرون}.
الاحتلام
الاحتلام في شهر رمضان
الغسل
طريقة الغسل
الأكل والشرب والجنابة
حكم الأكل والشرب حال الجنابة

للمزيد يمكنك قراءة : كيفية الاغتسال

اسلام عمر

أقوم بكتاب الشعر، واعمل كمحرر وكاتب محتوي ترفيهي في العديد من المنصات، احب الرياضة وخاصة رياضة جمال الأجسام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button