إن الصيام في اللغة يعني الإمساك ، وفي الاصطلاح يعني أن يمسك المسلم البالغ العاقل عن كل المفطرات من طلوع الفجر الصادق حتى غروب الشمس ، مقروناً بالنية من الليل ، على شرط الخلو من الموانع الشرعية مثل الحيض والنفاس وغير ذلك ، والصيام يعد مدرسة ربانية فيها يتعلم المسلم العديد ويتدرب على خصال الخير التي قد يحتاجها في حياته ، والصيام يقوي الإرادة كما أنه يشحذ العزيمة وينمي الرحمة والتراحم بين المسلمين ، إنه جهاد للنفس وكبح للشهوة وصفاء للروح وتنمية للخير ، وذلك لقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم : [كل حسنة يعملها ابن آدم بعشرة أمثالها إلى سبعمئة حسنة أو إلى سبعمئة ضعف، يقول الله عز وجل الصوم لي وأنا أجزي به، يذر الصائم الطعام والشراب وشهوته من أجلي، والصوم لي وأن أجزي به، والصوم جنة وللصائم فرحتان فرحة حين يريد أن يفطر وفرحة حين يلقى ربه ولخلوف فم الصائم حين يخلف من الطعام أطيب عند الله من ريح المسك] ، وهناك الكثير من الأسئلة التي يطرحها المسلمون حول الصيام ، واليوم سوف نجيب على تساؤل هل يجوز صيام الست قبل القضاء … الأزهر يجيب ، فتابعوا معنا.
هل من الجائز صوم الست قبل القضاء:
- لقد قال مركز الأزهر العالمي للفتوى ، إنه من الجائز صوم الـ6 من شهر شوال قبل صوم القضاء الواجب بغير كراهة ، وذلك لأن القضاء الواجب موسع يجوز به التراخي ، وصوم 6 أيام من شهر شوال قد يفوت فضله بانتهاء الشهر قبل صيامها.
- وقد أوضح مركز الأزهر عبر تطبيق الفيس بوك ، أن تشريك النية بين صوم 6 أيام من شهر شوال وصوم القضاء لا يجوز ، بل لا بد لصيام القضاء من نية مستقلة ، وقد قالت دار الإفتاء إن من أفطر في شهر رمضان المبارك لعذر فيستحب له قضاء ما فاته أولاً ، وبعدها يصوم 6 من شهر شوال ، فقد كره جماعة من الفقهاء لمن عليه قضاء رمضان بعذر أن يتطوع بصيام قبل القضاء ، أما من أفطر بدون عذر فيجب عليه القضاء فوراً.
- وقد أوضحت دار الإفتاء في فتوى لها ، أن من أفطر شهر رمضان كله لعذر ، قضاه في شهر شوال وأتبعه بصوم 6 أيام من شهر ذي القعدة ، وذلك لأنه يستحب قضاء الصيام الراتب ، أو عملاً بقول من قال بإجزائها وحصول ثوابها لمن أخرها عن شهر شوال ، وذلك تحصيلاً لثواب صوم السنة.
- وأضافت دار الإفتاء : (من أحب أن يَقْضِيَ ما أفطره من رمضان ولا يزيدَ على ذلك، فإنه تبرأُ ذمتُه بقضاء هذه الأيام من رمضان في شوّال، ويحصلُ له ثوابُ صيام السِّتِّ من شوّال إن اسْتَوْفي عَدَدَها في قضائه، على أن يُوَجِّهَ نيَّته إلى صِيامِ ما فاتَه مِنْ رمضانَ فقط، ولا يَنْوِي بها صيامَ السِّتِّ مِنْ شوّال، وبوقوع هذا الصيامِ في أيامِ السِّت يَحْصُلُ لَهُ الأجْرُ)
- وقد تابعت الإفتاء وقالت : (على ذلك نص جماعة من الفقهاء، وهو المعتمد عند الشافعيَّة، فقَدْ أفْتَى العلّامةُ الرَّمْلِيُّ -رحمه الله- بهذا في إجابةِ سؤالٍ عن شخصٍ عليه صومٌ مِنْ رمضان وقضاءٌ في شوّال: هَلْ يَحْصُلُ له قضاءُ رمضانَ وثوابُ سِتَّةِ أيامٍ من شوّال، وهَلْ في ذلك نَقْلٌ؟ فأجاب: “بأنَّهُ يَحْصُلُ بصومه قضاءُ رمضانَ، وإنْ نَوَى بِهِ غَيْره، ويَصِلُ لَهُ ثوابُ سِتَّةٍ مِنْ شوّال، وَقَدْ ذَكَرَ المسألةَ جماعةٌ مِنَ الْمُتَأَخِّرينَ”، وذلكَ أيضًا؛ قِياسًا على من دخل المسجدَ فصلَّى ركعتين قبل أن يجلس، بِنِيَّةِ صلاة الفَرْض، أو سُنَّةٍ راتِبَةٍ، فيَحْصُل له ثوابُ رَكعتَيْ تحيَّةِ المسجد)
للمزيد يمكنك قراءة : اركان الصيام وشروطه
فضل صيام 6 أيام من شهر شوال:
- نيل الأجر العظيم من عند الله عز وجل.
- جبر النقص الذي قد يحدث على الفريضة وإتمامه.
- زيادة قرب المسلم من خالقه سبحانه وتعالى وكب رضاه ومحبته ، فقد قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، فيما يرويه عن خالقه سبحانه وتعالى : [ما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها]
- تيسير أداء الفرائض وتسهيلها وعدم الانقطاع عنها ، والمداومة على أدائها في كل الظروف والأحوال.
- تحقيق صلة المسلم بخالقه في كل الأزمان ، فلا يحصل أي انقطاع أو غفلة.
للمزيد يمكنك قراءة : مفطرات الصيام من الأدوية
أدعية الصيام مصورة:
للمزيد يمكنك قراءة : هل يجوز الصيام على جنابة